رحــــــلة إلـــي الــــــدكــــــة
إلي كل عشاق النوبة وحضارتها وتاريخها المجيد العظيم نبحر عبر بوابة نهر النيل، النيل توأم بلادي
وزاد أرضي وكل أهلي وأحبابي ، النيل همزة الوصل والرفيقة في السفر والترحالي ،بين الشاطيء
والجبل والنيل أجمل قصة غرامي نبحر حتي نصل إلي قرية الأحبابي الــــــدكـــــــــة .
نبدأ من الشلال إلـــي دابود — دهميت — أمبركاب — كلابشة — خور رحمة — أبوهور —
مرواو — ماريا — قرشة وجرف حسين — ثم إلــــــــــــي الـــــــــــدكــــــــــــــــــــــــة
تبعد الدكة عن الشلال جنوباً مسافة 105 كم وتقع علي الضفة الغربية للنيل علي مفربة من
كوبان وكما هو معروف الصحراء الغربية كانت بها طرق إلي صعيد مصر والواحات الداخلة والخارجة
وكانت الدكة من القري النوبية الهامة ليس لوجود المعبد بل لكثرة الأراضي الزراعية فيها
ومشروع الري .
قبائل الدكة مقسمة إلي أربع قبائل كنزية وقبيلة من قبائل النوبة الأصلية والتي كان يطلق عليهم
قبائل نوب وأشارت كل كتب التاريخ أن هناك ثلاثة قبائل فقط منها منذ الأف السنين وهذه القبيلة
المقيمة في الدكة أحد هذه القبائل الثلاثة وهي قبيلة ( بســكوني ).
وقبيلتين من الصعايدة ويرجع أصولهم من الواحات الخارجة .
وقبيلة شلالية .
وقبيلة من العبابدة .
أما عن التقسيم السكاني في ذلك الوقت يتكون من
قبائل الكنـــــوز عدد الأسر 488
قبيلة الشلالية عدد الأسر 118
قبيلة العبابدة عدد الأسر 15
قبيلتين الصعايدة عدد الأسر 107
قبيلة بسكوني عدد الأسر 12
قبيلة بسكوني كانت تقيم في نجع بسكوني وهو خاص لهم منذ زمن بعيد حتي
عام 1923 م وبعد هذا التاريخ شاركهم الشلالية والصعايدة وتغير نجع بسكوني إلي
نجع الخنـجري .
نجع الأمبركابية نجع نكون من بعض أفراد قرية أمبركاب .
ويسكن فيه قبيلة سعد عواض
هناك أسر نوبية من قري النوبة أستقرت في الدكة عام 1933م من قري ( العلاقي –
قرشة — السيالة — الأمبركاب — المضيق — المحرقة ) أستقرت نتيجة الزواج والزراعة
والعمل في مشروع الدكة وكانت هذه الأسر أضافة للكنوز في الدكة وزيادة أعدادها
وقبائل الكنوز تتكون من قبيلة ( الأنصار — سكناب — معرقاب )
نجع الشلالية هو مقر أقامة الشلالية وبعض أسر الصعايدة .
قبيلة الأنصار الكنزية هو لقب ينتمي للأنصار في المدينة المنورة ونسية إلي القبائل العربية التي
ينتمو اليها .
قبيلة العبابدة يتكون من عدة أسر أستقرت في الدكة منذ زمن بعيد وكان يطلق عليهم
العربان الرحل وهم من قبائل عربية معروفة أددت إلي التلاحم والتحالف مع قبائل الكنوز
لاصولهم العربية الموحدة ضد الصعايدة والشلالية في كثير من الأوقات .
وقد قدم الصعايدة إلي الدكة للعمل في الأراضي الزراعية بسبب قلة الشباب الذين سافروا
للعمل وأرسال المال لمساعدتهم في العيش وعمل الصعايدة في الزراعة مقايل توفير المسكن
إلي جانب العائد المادي وزاد عددهم بعد مشروع الدكة وأقاموا في نجع عزبة الصفيح
المجاور لأرض المشروع في شمال الدكة .
الشلالية هم سكان جزر الشلال جنوب أسوان من قبائل الكنوز أنتقلت بعض الأسر إلي
الدكة بعد غرق جزرهم بسبب بناء وتعلية السد عام 1912م ومنهم من عمل في مشروع الري.
تعتبر قبيلة بسكوني القديمة أمتداد طويل عبر التاريخ القبلي ومع ذلك لم تمتلك الأراضي بسبب
تعرضها الدائم لهجمات الحكام وسلب كل أملاكهم وأرضيهم عبر كل العصور مما أدي إلي قلة
الأفراد والتوسع العمراني للقبيلة .
كانت أراضي الدكة من الأراضي التي تروي من النيل ري مستديم لبعد الفيضان عن غالبية
أرضها وأرتفاعها مما ساهم في بناء مشروع الري وأقامة محطة طلمبات في منطقة
ثلاثة ونصف كم بعرض 750م زاددت حوالي 625 فدان جديد إلي مشروع الدكة .
معبـــــــــــــد الـــــــــدكــــــــــــــــــة
معبد الدكة ثاني المعابد المشيدة في بلاد النوبة الجنوبية التي تقع علي بعد 107 كم
جنوب أسوان قد بني المعبد علي أنقاض معبد قديم يرجع إلي الأسرة الثامنة عشر ق م
إلا أن البناء الحالي يرجع إلي عصر ملك النوبة ( أركمــون ) وبعض أجزاءه شيدة في عصر
الأباطرة والرمان ويتميز المعبد بأنه يمتد إلي محاذاة النيل في محورهمن الشمال إلي الجنزب
وهو بذلك يخالف بقية المعابد التي كانت تصل فنائها الخارجي إلي شاطيء النيل ولا يمكن
الوصول اليها إلا عن طريق النهر .
المعبد يمتاز بأهمية تاريخية أذا التقت بالقرب منه قوات الرومان بقيادة الحاكم الروماني
( بتروينوس ) مع القوات النوبية بقيادة الملك ( كنداكي ) عام 23 ق م ثم تحول المعبد
في العصر المسيحي إلي كنيسة .
كان المعبد من أجمل المعابد في وادي النيل وقد ذكر بوركهارت أن الواجهة للبوابة
بطول 30 خطوة وفي وسطه باب وأمام الباب قطعة تحطمت من جسم أبو الهول وليس
علي حائط البوابة الخارجي نقوش هيرغليفية ولا رسوم وبها درجات ترقي للقمة وهي شديدة
الشيه في بنائها بدرجات بوابة معبد فيلة وتصل الجناحين شرفة تمتد فوق الباب وفي كل جناح
عدد وافر من الحجر الصغيرة يقع بعضها فوق بعض من القاع إلي القمة ، وهناك رسوم نقوش
هيرغليفية علي الجدار المواجه لباب المعبد وعلي جانبي المدخل بعد 16 خطوة من البوابة
يداخل الزائر إلي البهو الخارجي ومدخله بين عمودين مرتبطين بجدار يعلو إلي نصف أرتفاعهما
وللعمودين تاجان شبيهان بتيجان معبد فيلة المكشوفة والتي ليس لها نظير في البقعة المصرية
كما وصفها الرحال ( دنيون ) في رحلاته أن معبد الدكة ألفت نظري وفيها رسم عازف علي الفيثار .
أما طول البهو 10 خطوات وعرضه 7 خطوات وسقفه من الكتل الصخرية التي لا يقل طول الكتلة
منها عن 15 قدم وثمة باب يؤدي من البهو إلي حجرة ضيقة لا يزيد عرصها علي 4 خطوات يصلها
بقدس الاقداس وفيها باب حافل بالزخارف علي جانبي القدس حجرة صغبرة مظلمة فيها مقبرة عميقة رسم علي الجدار من فوقها أسد كبير وعلي جانبه الأخر خلف جداره دهاليز يتصل بها
البهو الخارجي وفبه درجات تصعد لقمة البناء ويبلغ مربع قدس الأقداس 6 خطوات ومن خلفه حجرة
أخري أكير متصلة بباب صغير علي دهليز حائط المعبد وحائط حجري سميك يحيط بالبناء من
الجوانب الثلاثة ولكن لم يبقي منه سوي أساسه وعلي الأرض كتلة ضخمة من الجرانيت وهي من
الحالات القليلة الموجودة في معابد النوبة ، قاع الجدران مرسوم عليها اللوتس والقرابين المقدمة
أمامه ، ليس في المعبد نقوش تاريخية ولكن الجدرام والغرف حافلة بالرسوم الدينية فدقة الرسم
وجمال التصميم لا نظير له في المعابد المصرية .
خلف البهو الخارجي بوابة صغيرة تفتح علي الدهاليز وأمام البوابة طريق إلي النهر ومكتوب علي
الباب الأخر سطران أحدهما مكتوب بالهيرغليفية والثاني مكتوب بالخط المصري الدارج مثل المدون
علي أوراق البردي
المصدر : رحال النوبه