عــلـي كــوبــان….إبــن الـنـيـل
كل العالم من شرقه لغربه يعرف من هو علي كوبان يستمع الي اغانيه كل العالم نعاه عندما رحل فى صمت و بعيدا عن الأضواؤ وحيدا ف شقته عدا مصر….وطنه.
لم تعرف مصرو لا شعب مصر من هو علي كوبان و لا يعرفون حتي الان و لااعتقد انهم سيعرفون فالرجل الذي امضي عمره يغني و يعزف و يطرب النوبين لم يستحق ان ينظر له المصريين و لو حتي نظره عابره لم يستحق ان تكتب عنه الجرائد و تفرد له صفحاتها و ان تتفرغ له البرامج التلفزيونيه المصريه التي ملئت مشاهديها بتفاهات لا حصر لها و اصوات تنعق لا تغني و لا تقدم اي موسيقيه سوي دوشه و ازعاج غير عادين.
ف يونيو 2001 رحل علي كوبان الفنان النوبي الذي سحر ألباب النوبين لاكثر من 4 عقود وقد اهتمت وسائل الاعلام العالمية بخبر وفاته وأذاعت فقرات مطولة عنه ولقطات من بعض أغانيه التي قدمها طيلة مشواره الفني قدم فيه أغاني التراث والفولكلور النوبي في الأفراح والمهرجانات الشعبية وذاعت شهرته في مختلف دول العالم ونال العديد من الجوائز الدولية كان أهمها فوزه بالأسطوانه الذهبية في مهرجان ألمانيا السنوي للفولكلور عام 1990 والذي شارك فيه ممثلا عن مصر.
وعلي كوبانا ولد عام 1929 بقرية قورته بالنوبة القديمة وكان والده حسن أحمد كوبانا تاجرا له مركب شراعي يرسو عند معبد كوبان فالتصق الاسم بالاب والابن معا إذ أن والده كان يصحبه معه وهو طفل في رحلاته النيلية وكان والده محبا للغناء فأخذ عنه ابنه حب الغناء.
أتى علي كوبانا إلى القاهرة عام 1944 حيث التحق بمدرسة الناصرية الابتدائية بحي معروف وفي أحد الأفراح في ذلك العام أمسك علي بالدف وغنى بعض الأغاني القومية فنال اعجاب الحضور وهو ما دفعه إلى ترك الدراسة للعمل في مجال الغناء النوبي ثم التحق عام 1947 بالكشافة النوبية بعابدين وفيها تعلم أصول الموسيقى خاصة موسيقى الغرب والعزف على آله الكلارتيت وغنى كثيرا في حفلات الكشافة ومن خلال وجوده بالكشافة النوبية شارك بأداء دور صغير أمام الملك فاروق والنحاس باشا في أوبريت العرس النوبي بدار الأوبرا الخديوية عام 1949 فنال إعجاب الملك الذي منحه ريال فضة مكافأة كما أمر الملك بانتدابه لتدريب فرق الكشافة الملكية في أنشاص وفي عام 1957 كون علي كوبانا أول فرقة من نوعها في مصر للموسيقى النوبية
والتي عملت على جمع تراث الغناء النوبي واحياء الافراح والحفلات والمشاركة في المناسبات القومية والليالي النوبية داخل مصر وخارجها وقدمت الفرقة اغنيات تراثية نوبية في قالب وتوزيع جديد حيث قام كوبانا بتطوير الآلات الموسيقية في الفرقة حيث أدخل الاكورديون والكمان والترومبا والساكسفون والاورج والبونجر وبالرغم من ذلك لم تخرج الفرقة عن روحها النوبية واستعانت به القوات المسلحة في أحياء حفلات لجنود الجيش وفي عام 1967 ذهب للجبهة وغنى للجنود لرفع روحهم المعنوية بعد نكسة يونيو وشارك في إحياء مجموعة كبيرة من حفلات أضواء المدينة. وكان كوبانا يقدم أغانيه بكل لهجات أهل النوبة منها الكنوز في الشمال والفاديكا في الجنوب ووادي العرب في الوسط
وفي عام 1988 فوجئ كوبانا بوفد من الموسيقيين الألمان المهتمين بالموسيقى والغناء يحضرون إليه وتعاقدوا لإحياء عدة حفلات بألمانيا حققت نجاحا هائلا بعدها عرض عليه الإتحاد الدولي للمهرجانات المشاركة في مهرجان برلين الدولي عام 1989 حصل فيه كوبانا على المركز الأول وفي نفس العام حصل على عضوية اتحاد الموسيقيين الدوليين ببرلين وفي عام 1990 شارك في مهرجان السياسة في ألمانيا وعندما سألوه عن علاقة أغنياته بالسياسة قال ان الفن النوبي هو تعبير عن الرغبة المصرية في وجود سلام عالمي حقيقي وقد حصل كوبانا على المركز الأول أيضا في هذا المهرجان وأقامت له السفارة المصرية بألمانيا وقتها حفلا كبيرا وفي نفس العام قدم عرضا مميزا ضمن فاعليات المهرجان السنوي (نغمات الوطن) في برلين حقق خلاله نجاحا جماهيريا منقطع النظير وأشادت به الصحف الألمانية وقالت عنه أنه يمزج بين النغم الأصيل والاتجاه الحديث للموسيقى الذي يجذب الجماهير في الغرب وأضافت أن المرء يستشعر الأنغام المنعشة القادمة من ضفاف النيل
وهو ما دفع الفنان العالمي جيمس بروان لطلب كوبانا للاشتراك معه في مجموعة حفلات بأمريكا وبعض الدول العربية فنال شهرة كبيرة هناك ولقي تكريما وحفاوة بالغين وقام بتسجيل حوارات عديدة لوسائل الاعلام المختلفة خاصة للقنوات المهتمة بالتراث الإنساني ووجهت له الدعوة للغناء في الأوبرا الفرنسية بمصاحبة الاوركسترا الفرنسي، كما حضر وفد من التلفزيون الفرنسي إلى مصر وقام بتصوير فيلم تسجيلي عن على كوبانا بمسقط رأسه وبجوار الأهرامات وعلى النيل وقام التلفزيون الإنجليزي بعمل مناظرة بينه وبين جيمس بروان وقال المذيع في نهاية المناظرة عبارة تعد شهادة عالمية في حق كوبانا: علي كوبانا لا يقل أهمية أو قيمة عن جيمس بروان.
وذلك بعد أن قال كوبانا في المناظرة التي حضرها أكثر من ثلاثة آلاف شخص من المهتمين بالموسيقى والتراث الإنساني. أن أوروبا أخذت الإيقاعات النوبية وعملت منها ما يسمى بموسيقى الروك أندروك وتوالت بعد ذلك مشاركة كوبانا في حفلات ومهرجانات إيطاليا وسويسرا والنمسا وهولندا وأمريكا وحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير وأبرزت وسائل الاعلام العالمية دوره ومكانته واستضافته إدارة المهرجان السابع والعشرين لعالم الموسيقى بمدينة كان الفرنسية ليكون ضمن نجوم حفل افتتاحه وبعد هذا المهرجان من أكبر المهرجانات العالمية في مجال الموسيقى والغناء وأطلقت وسائل الاعلام المختلفة عليه القاباً عديدة مثل ملك موسيقى أمة القرآن وعبقري مصر الأول والأخير وابن النيل وغيرها من الألقاب وظلت فرقة كوبانا الموسيقية تجوب مختلف أنحاء العالم محققا نجاحات لم يسبق لأي موسيقي مصري تحقيقها من قبل حتى أن الاتحاد الدولي يرسل له في مطلع كل عام قائمة بمهرجاناته الدولية ليختار منها ما يشاء ليشارك فيها وقدم كوبانا العديد من المطربين النوبيين من خلال فرقته الموسيقية مثل عبده ميرغني وحسن جزولي وعبد الله حسين بشير وصلاح أبو جريشة وماجدة علي وهي فنانة مصرية غنت بالنوبية وعبد اللطيف صلاح عبد الكريم وعبد الله ندم وحسن الصغير وناصر ومنصور كما ساندت فرقته العديد من المطربين السودانيين مثل أحمد المصطفى ومحمد وردي وإبراهيم عوض وصلاح بن البادية وحمد الريح وسيد خليفة وإسماعيل حسب الدائم وعبد الكريم الكابلي.
الجزيره الوثائقيه….حلقه عن علي كوبان
حفله…ج1