عـن روايـة مدارات الجنــوب…حسـن نــور
الكاتـب هو حسن نور ابن قرية قورتـه واليساري القديم المعتقل علي يد النظام الناصري اديب و روائي_حاصل علي مجموعه من الجوائز منها جائزة نادي القصه 1982 .من اهم اعماله “الهاموش_مجموعته الاولي” “انا الموقع ادناه_قصص” “بين النهـر والجبـل_روايه” “دوامات الشمال_روايه”.
الروايـه تنقسم الي 3 أجـزاء او بالتحديد 3 عوالم مختلفه في زمن واحد وهو بداية ستينـات القرن الـ20
1_عالم البلد القديم ما قبل التهجير بكل مافيه من آمال واحلام واحباطات ويآس وحياه ومـوت وقيم وعادات و تقاليـد وذكريات
2-عالم أسـوان حيث السد العالي وعماله وحفاراته
3_القاهــره وهي يمكن تقسيمها حسب الروايه الي اكثر من عالم ففيها بولاق أبو العلا بحواريها ومقاهيها وناسها الذين ابدع الكاتب في وصفهم والزمالك بأشجارها وهدوئها ومداخل عماراتها الرخاميـه وباشاوتها الجُدد من بعد وصول العسكر للسلطه يوليو 1952.
النيــل هو القاسم المشتـرك في العوالم التلاته فالنيل الهادئ ملقتي الأحبه عند البوسته ونقطة فراقهم والواصل بين الاقارب من قورته بلدة الكاتب والدكه بلدة اخواله_النيل الحزين الصامت مع الصامتين الراحلين الي المجهول_والنيل الملئ بالاحجار والاوناش والعمال والمهندسين الروس والمصريين و الانفجارات الخالي من الحياه في أسوان_والنيل الفاصل السحري بين عالمين في قلب مدينه واحده،الفاصل بين بولاق ابو العلا وفقرائها ودوشتها وحواريها الضيقه والزمالـك بباشواتها الجدد وهدوئها واشجارها.
البـدايــه تبدء الروايه في النوبه بعودة الطفل ذو النون الذي صار رجلا يدرس في الأزهر الي قريته عائدا الي حضن امه “الجبل العنيد”_كما يطلق عليها اخوه دائما_ عائدا الي دفء مشاعر الخلات والعمـات اللاتي اسرعن مرحبين وفرحين والجده مسكه النور وذكريات الطفوله التي ضاعت في القاهره_ذا النون الذي تركته امه في المدينه صغيرا مع اخوته الصبيان وعادت الي القريه بعد وفاة والدهم مع شقيقاته البنات هاهو ذا يعود طالباً في الأزهر فاراً من المدينه لأسباب تبدو غامضه يحاول نسيانها وتجنب الحديث عنها طوال الوقـت.
يعود الفتي الي قريته الجنه التي خرج منها صغيرا الي جحيم المدينه ليصدمه واقعها الجديد،واقع هروبها من المـوت الي الموت كما يخبره المراكبي عم احمد دون تفسير،يصدمه تغير النفوس والعادات والتقاليد.
يذهب الفتي الي قرية اخواله عابرا النيل مع عم احمد المراكبي المهموم بهموم النوبه التي شارفت علي الغرق والضياع وفي الدكه يري مشروع الحكومه في تعمير الصحرا والنوبين يعملون بكل جهد يزرعون ويحصدون ولكن دون جدوي فالطوفان قادم قادم، ويقابل شخصيتان حاول الكاتب تلخيص الكثير فيهما “الاستاذ صلاح عوض والشيخ علوب” حاول المؤلف تلخيص شخصيات عديده من المثقفين النوبين المناضلين في تلك الفتره والمعتقل اغلبهم في سجون النظام الناصري حاول تلخيص مجموعه من المثقفين والمبدعين في شخصيتين لااروع ولااجمل في وصفهما وطريقة تعاملهما مع واقعهم وناسهم و بساطتهم في التعامل مع الكل.
الحدث الاهم في رحلة ذو النون في قريته من وجهة نظري هي المجلس العرفي المنعقد حول زواج جسور من فضيله ابنة عمه التي عاشت في دارهم سنون طويله وقد خطبها جسور لنفسه من والده عمها في نفس الوقت وفي النهايه قرر الزواج من ابنة احمد عواض تاجر من القريه يعيش في أسوان…
فجاه وجد ذو النون نفسه في قلب معركه مابين العادات والتقاليد والقيم النوبيه التي تربط الانسان من لسانه من كلمته امام الكل الكبير والصغير وبين الواقع الجديد القائم علي المصلحه والماده وتقييم الانسان بما يملك من مال وويصاب ذو النون باكتئاب عندما ينطق كبير المجلس حكمه بان يدفع جسور تعويض لفضيله وينتهي امر الفتاه هكذا ويُظهر الكاتب الصراع في حوار بين الاب المُصر علي الحفاظ علي التقاليد وبين جسور وانتهازيته في شكل مُبدع تماما وفي قلب الحوار يضع جمل بصوت اطفال يلعبون خلف المسجد تضيف طابع الكوميديا السوداء علي المشهد ويختم نفس المشهد بصوت المجذوب وهو يتوعد الكل بموت الفضيله والاخلاق والغرق.
أســوان يرحل ذو النون من القريه مع اقتراب ايام امتحاناته في الازهر عائدا للمدينه مره اخري محملا بالجوابات والحمولات للابن والزوج والاخ في المدينه،ماراً في طريقه علي اسوان ليركب القطار ويشاهد السد العملاق الذي تبنيه الحكومه ويشاهد الاحجار والعمال ويري الانفجارات التي اعتاد سماعها من قريته البعيده بعينه هذه المره ويري الموت الرابض في النيل ويقابل مهندس نوبي اسمه احمد خير و والده عم خير الطيب المبتسم دائما ويعيش دفئ بيتهم وحياتهم قبل ان يرحل مع احد السواقين الي التهجير ليشاهد القري النوبيه الجديده ويري الموت الذي ينتظر ناسه واهله في قلب الصحراء في بيوت اصغر من مساحه زرائبنا كما يقول ذو النون ويرحل الي المدينه وقد ادرك المصيبه التي تحل علي شعبه والخراب حيث لانيل ولايحزنون.
القاهــره الجزء الاخير من الروايه يدور بين عالمين مختلفين متضادين متكاملين يفصل بينهما النيل عالم الفقراء والمهمشين في بولاق وعالم الباشوات والملوك في الزمالك…عالم الهاربين والمعتقلين من البوليس السياسي وعالم الظباط الذين يبحثون عنهم وبين هؤلاء وهؤلاء يصبح ذو النون عاملا في محل ملك لاحد الظباط الاحرار وعضو لحنة تصفية الاقطاع والذي استغل منصبه ليفتح محل انتيكات من الاشياء المُصادره من قصور الباشوات القدامي…
يكتشف ذو النون مع وصوله القاهره ان صديقه عبد الدايم الشاعر تم القبض وان عليه الاختباء عسي ان يكون الامن يبحث عنه ويضطر للعمل عند الظابط حتي يكون بعيدا عن العيون..من المشاهد الابداعيه في الروايه والتي عبر بها الكاتب عن التناقض المجتمعي بين الخطابات والشعارات والواقع الفعلي هو اثناء انتظاره علي محطة الاتوبيس بينما الناس تستمع لخطبة عبد الناصر اثناء اصدار قوانين 1961 الاشتراكيه بينما امراه عجوز تتطلب حسنه واحد المستمعين للخطاب يرمي لها قرش وهو يزعق فيها”خدي قرشي وبطلي زعيق خلينا نسمع الريس”..
ابدع حسن نور في وصف حالة المجتمع النوبي الزاحف الي موته في صحراء بعيده مجهوله وابدع في وصف عملية بناء السد بكل ماتحمله من حزن وقهر للنوبين ومشروع قومي عملاق لكل مصر وحركة التحرر الوطني باكملها وابدع في وصف حالة التناقض والزيف القائم في المجتمع المصري بين شعارات اطلقتها حركة الجيش و بين ظباطها الذين نهبوا البلد وحولوا لعزبه جديده .
يكتشف ذو النون مع وصوله القاهره ان صديقه عبد الدايم الشاعر تم القبض وان عليه الاختباء عسي ان يكون الامن يبحث عنه ويضطر للعمل عند الظابط حتي يكون بعيدا عن العيون..من المشاهد الابداعيه في الروايه والتي عبر بها الكاتب عن التناقض المجتمعي بين الخطابات والشعارات والواقع الفعلي هو اثناء انتظاره علي محطة الاتوبيس بينما الناس تستمع لخطبة عبد الناصر اثناء اصدار قوانين 1961 الاشتراكيه بينما امراه عجوز تتطلب حسنه واحد المستمعين للخطاب يرمي لها قرش وهو يزعق فيها”خدي قرشي وبطلي زعيق خلينا نسمع الريس”..
ابدع حسن نور في وصف حالة المجتمع النوبي الزاحف الي موته في صحراء بعيده مجهوله وابدع في وصف عملية بناء السد بكل ماتحمله من حزن وقهر للنوبين ومشروع قومي عملاق لكل مصر وحركة التحرر الوطني باكملها وابدع في وصف حالة التناقض والزيف القائم في المجتمع المصري بين شعارات اطلقتها حركة الجيش و بين ظباطها الذين نهبوا البلد وحولوا لعزبه جديده .
انهي روايته بمـوت فضيله بنبؤة زوال النوبه وغرقها وان كانت النوبه غرقت فعلا تحت مياةه بحيرة ناصر فان اجيالا من النوبين تكبر ويشتد عودها في التهجير والشتات تحلم بالعوده الي ارض لم يروها من قبل والي عالم لم يعيشوه..اجيال جديده من الشباب تحلم بالعـوده الي النوبه من جديد…العوده لإحياء فضيله التي ماتت مقهوره غرقانهلينك لتحميل الروايه PDF من هنـا