ياسمين الغمري:
انطلق صالون «عِشرة كتاب» في رحلة البحث عن الهوية المصرية، فبدأ بالجنوب من عند النوبة باعتبارها بوابة مصر لإفريقيا، واستعرض الفنان التشيكلي فريد فاضل تجربته الفنية والإنسانية مع بلاد الذهب، وكيف اهتمت الحكومة المصرية بإنقاذ الآثار النوبية في مقابل إهمالها للمواطن النوبي.
كشف «فاضل» خلال ندوة «احنا مين؟» التي استضافها المجلس الأعلى للثقافة، مساء أمس الثلاثاء، الأحاديث الخاصة التي درات بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والدكتور ثروت عكاشة- أول وزير للثقافة في مصر، لإنقاذ آثار النوبة، إذ طالب الأخير عبد الناصر بإرسال بعثة إنقاذ، فكان رد «ناصر»: “صعب جدًا إنقاذها يا ثروت ما حدش هيسعفك، الغرب مش هيساعدك لأننا لسه خارجين من حرب56″، إلا أن «عكاشة» صمم وانتهز فرصة تواجد مدير اليونسكو بالقاهرة واقعنه بضرورة الحصول على الدعم لانقاذ هذه الآثار العظيمة، فمنحه المدير فرصة الذهاب إلى الأمم المتحددة وإلقاء كلمة بمؤتمر عالمي واستطاع أخيرًا الحصول على الدعم.
هنا تسائل «فاضل» ماذا عن البشر؟، دائمًا ننظر إلى النوبة باعتبارها متحف نسرع لتصويره ورسمه باعتباره أثرًا عظيمًا سيندثر، لكن ماذا فعلت الحكومة لصناعي هذه الحضارة العظيمة؟ أين تراثهم الثقافي الآن وعاداتهم وتقاليدهم التي يتميزون بها؟ لذا فأنا أطالب بتوطين ولو رمزي لهؤلاء النوبين على البحيرة، واعتقد هذا أقل رد جميل يمكن تقدمه الحكومة المصرية مقابل لتضحية التي قام بها النوبين.
المصدر : البديل