كتب : عبد الحق جاد
البيت النوبي واحد من القلاع الحصينة التي أنشئت للحفاظ علي التراث والموروث الصناعي القديم من الحرف والصناعات اليدوية من الاندثار
تم إنشاؤه في عام2007 بقرية البغدادي جنوب الاقصر علي الطراز النوبي يتكون من طابقين تتوسطه مندرة لاستقبال الضيوف ويضم أقساما لتصنيع المنتجات والحرف اليدوية التي تمثل الثراث النوبي من الفخار والسجاد والكليم والخرز والخوص والفركة ورسم الحنة ولكن منذ عدة سنوات تم إهماله وتراجعت الصناعات حتي المبني أصبح مهددا بالانهيار, حيث أتت القرضة علي الأبواب والشبابيك وأدوات الإنتاج أصابها التهالك جراء الإهمال ونقص الاعتمادات المالية والمشكلة الكبري تتمثل في انه ليس هناك هوية للبيت النوبي ولايعرف لمن تؤول تبعيته, هل الشئون الاجتماعية او محافظة الأقصر؟!.
تقول وفاء احمد محمد مدربة في أعمال الخوص البيت يتعرض للانهيار نتيجة الإهمال في الترميم والقرضة أو النمل الأبيض يمثل كارثة حيث أكل الطابق الثاني بالنزل من أسقف وشبابيك بالإضافة الي عدم وجود صيانة تحمي البيت وحتي المقاومة منعدمة تماما.
وتضيف سحر مصطفي النوبي مدربة نتقاضي أجرا بسيطا لا يزيد علي200جنيه وأغلب العمالة الفنية المدربة تركت العمل بسبب الأجور المتدنية وعدم وجود هوية للبيت فيما أصبح الباقون مهددين بالطرد والرحيل لعدم وجود تأمين صحي واهتمام بالعاملين.
وتقول سيدة احمد مدربة خزف أعول أسرة وخرجت للعمل لتحسين ظروفي المعيشية ولكن الظروف لم تتغير بعد إنشاء البيت لأنه لم يحظ بالاهتمام الكافي نتيجة لعدم وجود خامات كافية او تسويق للمنتجات. بالإضافة الي هجرة العمالة المدربة التي تم الاتفاق عليها في التدريب لعدم وجود تمويل.
أما أميرة عبد الفتاح مدربة خزف فتقول انه منذ افتتاح البيت النوبي عام2007 والأفران تهالكت ومعدات الإنتاج تحتاج الي صيانة وتطوير وشراء معدات جديدة.
وتضيف نعيمة محمود مدربة هناك بعض الحرف مثل نقش الحنة اشتهر بها البيت للعرائس والخطوبة لكن هجرتها الفتيات نظرا لقلة الموارد والصناعات تتعرض للانهيار.
وأضافت سامية حامد مدربة نحتاج الي خامات في قسم السجاد والكليم حيث تقف الإمكانيات المادية عائقا كبيرا أمام استمرار العمل بـ البيت.
من جانبه أكد الدكتور بدوي اسماعيل مدير مشروع تنمية الحرف التقليدية والتراثية والصناعات اليدوية الممول من جامعة جنوب الوادي ان هناك صعوبات في الحفاظ علي الحرف التقليدية والتراثية من الاندثار بسبب القصور من الجهات الحكومية في رعاية الفنانين والحرفيين والمسئولين علي الحفاظ الموروث الثقافي بسبب عدم الاهتمام بهم من الناحية المالية لتدني مستوي الأجور وعدم وجود مظلة للتأمين ومن هنا يأت دور المشروع الذي يتبني سياسة الحفاظ علي الموروث الثقافي والتنسيق مع الجهات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية لدعم البيت النوبي وما به من حرفيين وفنانين وتنمية القدرات والبنية التحتية وضمان استمراريته والبحث عن مصادر تمويل وأوجه تسويق جديدة لتنمية الحرف التراثية وحمايتها من الاندثار وتحسين الأوضاع المعيشية للحرفيين والفنانين الموجودين بالبيت النوبي.
المصدر : الاهرام المسائي