كتب :محمد جمال قندول
يعتبر النوبيون من المجموعات القبلية المميزة في السودان نظرا لما يتشبعون به من عادات وتقاليد ضاربة بجذورها بعمق التاريخ بعاداتهم وتقاليدهم الضاربة بجذورها عميقا في التاريخ ، بالاضافة الي اللغة والخصائص الثقافية والاجتماعية .
وتعد زي (الجرجار) تلك العباية ذات اللون الاسود الشفاف تبرز في الواجهة التاريخية للحضارة النوبية اذ تميزت به المرأة النوبية علي مر السنين وان اختلفت التسميات بمرور الزمن عليها .
مسح الاثار
وتميزت المرأة النوبية علي مر السنين بــ(الجرجار) ذلك الزي العتيق التاريخي ، او (بوال) كما كان يسمي في بدايات نشأته كان ثم تحولت التسمية الي (الكومان) وهو (عباية ) يصنع من تل اسود رقيق وشفاف يصل طوله الي الاكمام من الامام ويزداد من الخلف وصمم هذا الشكل لمسح أثر اقدام المرأة اثناء سيرها فلا يتتبعها احد وتحول في السنين الاخيرة الي (الجرجار) في التسمية .
ويصنع من قطن نوبي يسمى (كوشماك) ويصبغ بألوان معينة تسمى (التفتا) في اللغة النوبية وهي عبارة عن حجارة جيرية يتم تلوينها بصورة معينة أيضاً
ولــ(الجرجار) العديد من الخصائص اهمها ابراز الاصالة والتراث واقبال الفتاة علي الحياة بشتي دروبها ، ولعشق النساء النوبيات بالمصوغات الذهبية والفضية يتزين الجرجار باطارفه بالمشغولات الذهبية مع نقوش الحنة علي اليدين والقدمين كمتطلبات اساسية عند ارتدائه ، واخذ الجرجار ابعادا عالمية ومقصدا للسياح من شتي انحاء العالم كونه له ارتباط وثيق بالحضارات القديمة ابرزها الحضارة الفرعونية
وتحرص اغلب الفنادق السياحية باسوان وحلفا على ارتداء العاملات النوبيات للجرجار كنوع من ابراز الحضارة .
مواكبة مع العصر
ويعتبر ارتداء الجرجار عرف ثابت للقبائل النوبية يوم الحنة للعروس حتي اليوم بعد ان تم تحديثه ليتواكب مع العصر وبأمكانها أن ترتدي في تلك الليلة أكثر من ثلاث أو أربع اللوان وذلك لأن من عادات النوبيين السهر في ليلة الحنة حتى الصباح اذ تعتبر أن ليلة الحنة هي اليوم الأساسي لأفراح النوبيين .
وكحال شتي الثقافات الماضية في الاندثار نشط الكثير من النساء النوبيات مؤخرا في السنوات الاخيرة لتفعيل وتطوير (الجرجار ) حتي لا يندثر ابرزها عرض المصممة محاسن دهب قبل 3 سنوات بالنادي النوبي وتلتها العديد من العروض .
المصدر : كوره السودان